المقالات

لا تثق في تطبيقات VPN المجانية.. إليك السبب!

تزداد خدمات الـ VPN شعبيتها يوماً بعد يوم، فهي وسيلة ممتازة لأولئك الذين يشعرون بالقلق إزاء الخصوصية على الإنترنت. ومع نمو سوق هذه الخدمات لتلبية مطالب جميع فئات المستخدمين،

يوجد الآن عشرات، بل الآف من برامج وتطبيقات VPN المجانية التي تعد بأن تبقيك آمنًا أثناء تصفح الإنترنت، دون أي تكلفة إضافية. وبالنسبة للهواتف الذكية،

فيمكنك تنزيل مجموعة متنوعة من تطبيقات ال VPN المجانية من متجر Google Play أو متجر تطبيقات Apple، ولكن لا ينبغي عليك فعل ذلك.

كما يعلم بعضكم أن برامج الشبكات الافتراضية الخاصة مكلفة جدًا وبرمجتها معقدة وتتطلب تمويل كبير لتبقى آمنة بشكل كافي للاعتماد عليها والوثوق بها أو حتى لمواكبة العالم المتغير باستمرار لخصوصية الإنترنت.

يحتاج مزودو خدمة الـ VPN المجانية إلى تغطية هذه التكاليف من ناحية ومن أخرى تحقيق الربح، ولو بشكل غير مباشر، فإنها تحقق أرباح من عملائها باستخدام الأدوات والحيل المخفية. 

هذه التكتيكات ليست خطيرة ومخادعة فحسب، ولكنها تخالف تمامًا المبادئ المتعارف عليها عن الشبكات الافتراضية الخاصة. لذلك قبل استخدام VPN مجاني، كن على دراية بالعديد من المشكلات والأخطار التي تنطوي عليها والتي سنحاول أن نغطيها إنطلاقًا من سطور هذه المقالة.

لا-تثق-في-تطبيقات-VPN-المجانية

تقوم خدمة الـ VPN أو الشبكة الافتراضية الخاصة بتشفير كل حركة الاتصالات المرسلة عبر شبكة الإنترنت الخاصة بك وتحويلها إلى سيرفر VPN متواجد في مكان بعيد؛ أي أن كل نشاط تقوم به على الإنترنت يمر عبر سيرفر VPN هذا.

على سبيل المثال، دعنا نقول أنك مقيم في مصر وأنك تستخدم برنامج أو تطبيق للإتصال بسيرفر VPN الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية ثم بدأت في تصفح مواقع الويب مثل Google و Facebook.

بدايًة من هذه اللحظة، يتم إرسال حركة الاتصالات الخاصة بك على الإنترنت من خلال اتصال مشفر بسيرفر الـ VPN.

بالنتيجة، لا يمكن لمشغل الشبكة المحلي أو الشركة المزودة للخدمة معرفة أنك تقوم الآن بتصفح موقع Google أو Facebook. إنهم فقط يرون اتصالًا مشفرًا ينتقل إلى عنوان IP في الولايات المتحدة الأمريكية.

بينما المواقع نفسها مثل جوجل وفيسبوك تعتبرك زائر موجود في الولايات المتحدة وليس في مصر.

عادًة ما يستخدم الناس خدمات VPN لحماية نشاط التصفح الخاص بها من مراقبة مزود خدمة الإنترنت – على سبيل المثال. أو إذا فرضت حكومتك المحلية رقابة على الإنترنت،

ستتيح لك خدمة الـ VPN حينئذٍ إمكانية تجاوز الرقابة والتصفح كما لو كنت في أي بلد آخر حيث يوجد سيرفر VPN. كما تتيح لك الشبكات الخاصة الافتراضية استخدام شبكات الـ Wi-Fi العامة دون تهديدات أمنية.

يستخدم العديد من الأشخاص شبكات VPN أيضًا لإخفاء حركة إتصالات BitTorrent لأسباب متعلقة بالقانون، مما يجعل نشاط التورنت الخاص بك يبدو أنه يحدث في بلد آخر بالنسبة لمزود خدمة الإنترنت في بلدك.

وبالتأكيد تمنحك هذه الخدمات أيضًا الوصول إلى المواقع المقيدة جغرافيًا.

على سبيل المثال، إذا كنت في المملكة العربية السعودية ومتصل بخادم VPN في الولايات المتحدة الأمريكية، فيمكنك الوصول إلى محتوى خدمة البث HBO بدون أي مشاكل. ولعل هذا هو الاستخدام الأكثر شيوعًا للشبكات الافتراضية الخاصة.

بالعودة مرة أخرى إلى نقطة أن كل نشاط تقوم به على الإنترنت يمر عبر سيرفر الـ VPN، فمن الضروري أن تختار دائمًا مشغل VPN موثوق به إلى درجة كبيرة.

صحيح تمنع هذه الخدمات مزودي الإنترنت أو مسؤول شبكة الواي فاي المجانية من التجسس على نشاطك الرقمي، لكن هذا لا يمنع مشغل الـ VPN نفسه من التجسس والتطفل.

عندما تغادر حركة الاتصالات الخاصة بك شبكة الـ VPN، يمكن لمشغل السيرفر رؤية مواقع الويب التي قمت أو ستقوم بزيارتها. تكون هذه العملية أكثر سهولة إذا كانت المواقع التي تزورها مستخدمة بروتوكول HTTP غير المشفر، فيمكن لمشغل الـ VPN رؤية المحتوى الكامل للصفحات، بما في ذلك الاحتفاظ بسجلات لهذه البيانات، أو بيعها لأغراض الدعاية.

دعونا نضع الأمر على هذا النحو: عندما تستخدم برنامج VPN مجاني، فإنك تمنع أصحاب الشبكات اللاسلكية المجانية ومزود خدمة الإنترنت من التجسس على حركة الاتصالات الخاصة بك.

لكنك في الوقت نفسه تسمح لموفر الـ VPN بالتجسس على حركة الاتصالات الخاصة بدلاً من ذلك. إذًا فإن السؤال هنا هو لماذا تثق في مزود VPN مجاني لم تسمع به من قبل ؟

هذا وقد لفتت دراسة من موقع Top10VPN.com مؤخرًا الانتباه إلى هذه المشكلة، حيث تم إكتشاف أن غالبية تطبيقات الـ VPN المجانية المتاحة على متاجر الهواتف الذكية مرتبطة بالصين غير أن 86% منها لديها سياسات خصوصية غير صريحة بالمرة، وهناك خدمات تعلنها صراحًة وتقول أنها تنقل بيانات المستخدمين إلى الصين لأغراض دعائية.

كما أشارت الدراسة إلى أن معظم مطوري هذه البرامج يستخدمون بريد إلكتروني شخصي على خدمات مثل Gmail و Hotmail و Yahoo وهي تبدوا علامة على أنها خدمات ليست جديرة بالثقة. وبشكل عام إذا كنت تستخدم VPN للخصوصية أو للتهرب من الرقابة على الإنترنت، فربما لا ترغب في استخدام VPN من الصين.

بصرف النظر، فإنك لن ترغب أيضًا في استخدام برنامج VPN غامض تستضيفه بلد به حكومة أقل قمعًا وتقيد الحرية الشخصية.

قد تقوم شركة الـ VPN المسؤولة عن تطوير هذا البرنامج بتسجيل وبيع بياناتك فقط. أو ربما يحتفظون بالكثير من السجلات - وإذا كنت تستخدم VPN لشيء مثل تنزيل ملفات التورنت، فربما لا ترغب في اختيار VPN يسجل حركة الاتصالات، فقد يعرضك ذلك للمساءلة القانونية.

كل ما نريد توضيحه هنا هو ضرورة الابتعاد عن شبكات الـ VPN المجانية قدر الإمكان. يتطلب الأمر من الشركة المطورة تكلفة كبيرة لاستضافة سيرفر VPN في بلد آخر، فلماذا تقدم لك هذه الشركة خدمة مجانية دون الحصول على شيء منها ؟ ليس منطقيًا!

إذا كنت تبحث عن خدمة مجانية لتأدية أغراض سريعة فقط وليس استخدام مشفر دائم، فإننا نوصي بإستخدام Tunnelbear باعتبارها مجانية للاستخدام من حين لآخر. تمنحك هذه الخدمة فقط 500 ميجابايت مجانًا كل شهر،

وهي سعة استخدام صغيرة إلى حد ما ولكن يمكنك لاحقًا الاشتراك في الحساب المدفوع للحصول على سعة استخدام غير محدودة. من ناحية أخرى فالخدمة تحظى بسمعة طيبة بين مستخدمي أجهزة سطح المكتب والاجهزة المحمولة أيضًا.

بينما إذا كنت جادًا بشأن استخدام VPN للخصوصية، أو التورنت، أو تجاوز الرقابة، أو استخدام الخدمات المقيدة جغرافيًا عبر الإنترنت، فإننا نوصي بالاشتراك في برامج الـ VPN المدفوعة أمثال NordVPN وغيرها من الخدمات الجديرة بالثقة.

بالطبع أنت لست مضطرًا لاستخدام البرامج التي نوصي بها، ولكن عليك إجراء بعض الأبحاث على الإنترنت ومراجعة تقييمات المستخدمين لمعرفة أفضل خدمة بالنسبة لاستخدامك. وتذكر دائمًا أن مشغل الـ VPN يقع بينك وبين جميع زياراتك عبر الإنترنت، ويمكنهم الاطلاع عليها.

لذا يجب أن تجد شركة لها سياسة خصوصية قوية وتتمتع بسمعة طيبة، فأنت تدفع ثمن ذلك.

أما إذا أردت الحصول على أعلى درجة من الخصوصية وعدم الكشف عن هويتك، يجب عليك استخدام متصفح Tor لتحقيق هذا الغرض، على الرغم من أن تصفح الإنترنت من خلاله ليس سريعًا مثل الـ VPN لذلك لا يجب إعتماده في جميع الأنشطة التي تقوم بها على الإنترنت مثل تصفح الفيسبوك ومشاهدة اليوتيوب، بل يجب استخدامه لأشياء أكثر تقدمًا من ذلك.

لكن في حال كنت مستخدم محترف، فيجب أن تفكر بجدية في إعداد خادم الـ VPN الخاص بك وتجنب استخدام أي برامج طرف ثالث. ادفع تكلفة الاستضافة على سيرفر أو خدمة سحابية في مكان ما، ثم ثبت خادم VPN والاتصال به من الأجهزة الخاصة بك.

في النهاية، إذا كنت تريد حقًا حماية أفضل عبر الإنترنت، فتجنب شبكات VPN المجانية. على الرغم من أنك قد توفر بضعة جنيهات كل شهر، إلا أن المخاطر التي تهدد خصوصيتك وبياناتك لا تساويها. في الواقع، فإن استخدام VPN مجاني قد يكلفك أكثر بكثير من الاشتراك في برنامج VPN مدفوع.

وبصرف النظر عن المخاوف الأمنية، يمكن لشبكات VPN المجانية أيضًا أن تجعل تجربة التصفح سيئة للغاية مع سرعات بطيئة ونوافذ منبثقة مستمرة وسعة استخدام مقيدة. بدلاً من ذلك، استخدام شبكة VPN مدفوعة وانظر إليها كاستثمار، حيث تحصل على اتصالات أسرع وأكثر أمانًا وتفتح لك شبكة إنترنت بدون قيود مع درجة خصوصية أعلى.

شاهد ايضا :- حذف فيروس Shortcut من الفلاشة بدون برامج
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-